رحلة خالدة عبر عظماء صناعة الساعات

في نورمبرغ بالقرن السادس عشر، أحدث صانع الأقفال بيتر هينلين ثورة في قياس الوقت بصمت. كانت "بيض نورمبرغ" - أول الساعات المحمولة - تتدلى من سلاسل النبلاء، لتكون أولى خطوات البشرية نحو قياس الوقت الشخصي. هذه الساعات المنتفبة غير المتقنة ستطلق دون علم صناعة بأكملها.

بيتر هينلين

ساعة بيتر هيلين أولى خطوات البشرية نحو قياس الوقت الشخصي.

جاء القرن الثامن عشر ببيير جاكيه-دروز، الذي جعل عجائبه الميكانيكية تختلط فيها السحر بالهندسة. كان أعظم إبداعاته "الكاتب الصغير"، وهو آلة على شكل طفل تغمس قلمها في الحبر وتكتب رسائل بخط لا تشوبه شائبة - معجزة هندسية اتهمه البعض بسببها بممارسة السحر. عندما قدمها للملك لويس السادس عشر، جلس الملك صامتاً بينما كتب الطفل الآلي: "أنا أفكر، إذن أنا موجود."

ببيير جاكيه-دروز

آلة الكاتب الصغير أعظم ابداعات ببيير جاكيه-دروز

ثم جاء أبراهام-لويس بريغيه، موتسارت صناعة الساعات. عام 1800، تلقى تكليفاً غامضاً: صنع أروع ساعة يمكن تخيلها للملكة ماري أنطوانيت. المشروع الذي تطلب 823 قطعة فريدة، عاش أكثر من صاحبته (التي أعدمت قبل أن تراها) وأكثر من بريغيه نفسه. ظهرت التحفة الفنية النهائية - المزودة بتقويم دائم وجرس دقائق وميزان حرارة - أخيراً عام 1827، بعد 44 عاماً من بدئها.

لويس بريجيه

 ساعة الملكة ماري أنطوانيت من تصميم أبراهام لويس بريجيه

أعطتنا ثورة الصناعة جورج-فريدريك روسكوف، الذي تجرأ عام 1867 ليسأل: لماذا لا يملك عمال المصانع ساعات دقيقة؟ قامت ساعته "البروليتارية" بإزالة الزخارف مع الحفاظ على الدقة، وبُيعت بـ 20 فرنك فقط - ما يعادل أجر أسبوع من العمل. فجأة، أصبحت الدقة ليست حكراً على النخبة.

جورج-فريدريك روسكوف

في نفس الوقت، كان أنطوان لوكولتر في وادي جو السويسري النائي يطور القياس نفسه. استطاع جهازه المليونومتر عام 1844 القياس حتى المايكرون - دقة غير مسبوقة في صناعة الساعات. عندما استضافت باريس المعرض العالمي عام 1867، فازت إبداعات لوكولتر بميداليات ذهبية، لكن المخترع المتواضع رفض مغادرة ورشته، وأرسل ابنه بدلاً منه لاستلام الجوائز.

أنطوان لوكولتر

هانز ويلزدورف

شهد عام 1926 هانز ويلزدورف من رولكس يغلق ساعة داخل حوض سمك في مقر صحيفة ديلي ميل بلندن. راقب الصحفيون لليالٍ والساعة المغمورة تحافظ على الوقت بدقة، لتثبت أن غلاف الأويستر المضاد للماء فعّال حقاً. بعد عام، سبحت ميرسيدس غلايتز بقناة المانش وهي ترتدي واحدة، لتخرج بعد 15 ساعة وتجد ساعتها رولكس ما تزال تعمل بكمال.

هانز ويلزدورف

جيرالد جينتا


عام 1972، تلقى مصمم شاب اسمه جيرالد جينتا اتصالاً عاجلاً من أوديمار بيجيه. كانوا يحتاجون تصميم ساعة رياضية فاخرة - بحلول صباح اليوم التالي. في تلك الليلة، أثناء عشاء في فندق، رسم جينتا ساعة رويال أوك الأسطورية الآن على منديل، مستوحياً من خوذات الغوص التقليدية. الساعة الناتجة، التي بيعت بعشرة أضعاف أي ساعة فولاذية سابقة، أعادت تعريف مفهوم الساعات الفاخرة.

٣ من ابداعات جيرالد جينتا

ربما كانت أكثر الفصول إثارة في الثمانينيات، عندما واجه نيكولا هايك ثورة الكوارتز اليابانية. كان حله الجذري؟ ساعة سواتش - ملونة وبأسعار معقولة وصنعت في سويسرا. سخر النقاد حتى بيعت 12.5 مليون قطعة في ثلاث سنوات. ثم استخدم هايك هذا النجاح لإنقاذ العلامات التقليدية، معلناً بشكل مشهور أن بلانباين "لن تنتج ساعة كوارتز أبداً" بينما يمول في نفس الوقت إحياء صناعة الساعات الميكانيكية.

من بيض هينلين الخشن إلى تحف دانيلز المصنوعة يدوياً، حمل كل اختراع همسات عصره - ثورات تقنية وثقافية. اليوم، عندما يصدر هاتفك الذكي تنبيهاً، فإنه يردد قروناً من الإبداع البشري المكرس للإجابة على أكثر الأسئلة إلحاحاً: "كم الساعة الآن؟"

أي قصة أسرتك أكثر؟ ساعة الملكة المأساوية؟ معجزة الساعة المضادة للماء؟ أم ربما الرسمة على المنديل التي غيرت كل شيء؟ ⌚