أول من غاص في عالم ساعات الغطس – بلانبان أم رولكس؟

صراع الأعماق: من أول من غاص في عالم ساعات الغطس – بلانبان أم رولكس؟

في أعماق البحار، حيث لا يُسمع سوى صوت أنفاس الغواص وصدى الماء، لا مجال للخطأ. هناك، لا تكون الساعة مجرد إكسسوار أنيق، بل شريان حياة. وبين أمواج التاريخ، برزت ساعتان غيّرتا قواعد اللعبة: بلانبان فيفتي فاثومز ورولكس صبمارينر. السؤال الذي حيّر عشّاق الساعات لعقود: من كانت الأولى؟ ومن استحق لقب “أيقونة الأعماق”؟

البداية من البحرية الفرنسية: بلانبان تسبق بخطوة

عام 1953، كانت بلانبان السويسرية قد التقطت إشارات من عمق المحيط. بالتعاون مع ضباط النخبة في البحرية الفرنسية، طوّرت أول ساعة مصممة خصيصًا للغواصين المحترفين: فيفتي فاثومز. لم تكن مجرد ساعة مقاومة للماء، بل كانت ابتكارًا تقنيًا متكاملًا.

تمتّعت بإطار دوّار لحساب زمن الغوص، ومؤشرات مضيئة لقراءة واضحة في الظلام، ومقاومة مغناطيسية، وكل ذلك بقدرة تحمّل حتى عمق 91 مترًا. لم يمضِ وقت طويل قبل أن تتبناها جيوش العالم، بما في ذلك قوات النخبة الأمريكية.

رولكس ترد بعد عام… وتصنع مجدًا لا يُنسى

بعدها بعام فقط، وتحديدًا في 1954، كشفت رولكس عن تحفتها الجديدة: صبمارينر. ساعة جذابة بقوة تصميمها، متينة بكفاءة أدائها، ومغرية برمزيتها. ورغم أنها لم تكن السباقة، إلا أنها عرفت كيف تخطف الأضواء.

بفضل مقاومة ماء تصل إلى 100 متر، وتصميم الـ”أويستر” المقاوم للصدمات، والعقارب ذات الشكل الأيقوني، أصبحت صبمارينر أكثر من مجرد أداة… أصبحت رمزًا. ارتداها جيمس بوند في أفلامه، وجاك كوستو في مغامراته، وانتشرت على معاصم المغامرين والمشاهير على حد سواء.

رغم السبق الزمني لـ بلانبان فيفتي فاثومز، إلا أن رولكس صبمارينر رسّخت نفسها في وجدان الجماهير. الأولى كانت ثورية في فكرتها، والثانية كانت عبقرية في تسويقها وانتشارها.

من الفائز في سباق العمق؟

إن كنت تبحث عن “الأول”، فبلانبان تأخذ اللقب دون منازع. وإن كنت تبحث عن “الأشهر”، فصبمارينر تفرض هيبتها. لكن الحقيقة أن كليهما رسم طريقًا جديدًا لساعات الغطس، وكتبا فصلًا خالدًا في تاريخ الساعات.